ليلة القدر و ما أدراك ما ليلة القدر

ما أكرمك يا ربنا وما أحلمك بعبادك... تتودد إليهم وأنت في غنى عنهم .. تنزل عليهم خيراتك فيقابلونها بمعصيتك .. وهم أحوج ما يكونوا إليك...

تصور معي أخي القارئ لو أن ربنا أمر بعبادته و لم يبين لنا كيف؟ كيف سيكون حالنا؟؟ كم من واحد منا سيرضى عنه ربنا؟؟ كم من واحد سيوفق في عبوديته لربه؟؟؟ ربما لا أحد..

لكن من منه و فضله سبحانه أن بين لنا كل شيء و أرسل إلينا خير خلقه و أنزل علينا أفضل كتبه... بل و الأكثر من هذا أن تفضل علينا بمواسم الخيرات كي نغنم منها أكبر الغنائم ونفوز فيها بأعظم الثواب..

ليلة القدر أعظم منة و أكبر تفضل من العلي القدير.. يدرك بها العبد المؤمن أعلى المراتب و أفضل الأجر... ليلة من حيث الزمان قصيرة .. لكنها من حيث النتيجة عظيمة ... 5 ساعات أو 6 ساعات من العبادة و القيام ينال بها العبد ثواب عبادة ربه لمدة تزيد عن 83 سنة..

ليلة القدر


أكلُّ هذا من أجلك أيها العبد الصغير؟


ليلة القدر من القدر وهو الشرف ... فتقول رجل ذو قدر أي ذو شرف.. ليلة قدرها الله القدير لعباده كي ينالوا ثوابا ذا قدر كبير .. ثوابا يفوق ثواب عبادة الله مدة ألف شهر ...

ليلة هيئها الله تعالى لك أيها العبد الصغير، و جعلها في شهر عظيم شهر رمضان، و يسر لك فيها سبل نيل الأجر و سبل الفوز بمغفرته سبحانه.. قال صلى الله عليه و سلم : " مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".

فقط ما عليك أن تفعله هو أن تقوم هذه الليلة ... الليلة السالمة و الخالية من الشر و من تلبيس إبليس عليك ... "سلام هي حتى مطلع الفجر" ... بل هي ليلة تساعدك الملائكة و على طليعتهم سيدنا جبريل عليه السلام، على إحيائها .. فبتنزلهم تتنزل البركات و الرحمات وتمتلئ الأرض نورا و ضياء .. وستجد نفسك خفيفة على الطاعة ثقيلة على المعصية.. "تنزل الملائكة و الروح فيها".

فكل شيء مهيأ لك أيها العبد الصغير .. فمن تكون ؟؟؟  الله سبحانه و تعالى بجلاله و عظمته يريد لك أنت و حدك، بل أنت وحدك أيها المسلم، أن تفوز بهذا الخير الكبير ... فلم الغفلة ولم البعد و الجفاء مع العلي القدير ... لم تترك ليلة القدر و تتوجه لمشاهدة المسلسلات و متابعة المباريات و السهرات و الجلوس في المقاهي .. ولم تقيم حفلات البدع لإحياء ليلة القدر فيما يغضب الله سبحانه ؟؟ ..


اغتنم يا أخي المسلم قبل فوات الأوان و تب إلى ربك و عد إليه .. فما هي إلا لحظات و تنقضي أيامك .. ارجع و قف و استشعر هذا الخير الكبير و اجعل صوب عينيك قوله تعالى وما أدراك ما ليلة القدر.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بتعليقاتك و نتمنى لك التوفيق