اللهم بلغنا رمضان

اللهم بلغنا رمضان 

فعلا إنه لدعاء عظيم أن يدعو به المؤمن ربه كي يبلغه رمضان.

عبارة اللهم بلغنا رمضان لها دلالات عميقة جدا .. منها أن من يدعو بهذا الدعاء لا يمكن إلا أن يكون قلبه مرتبطا برمضان و برحمات رمضان و فضائل رمضان ....

اللهم بلغنا رمضان تدل على اشتياق المؤمن إلى تلك الحالة الإيمانية التي تشعره بقربه من الله عز و جل، لأنه شهر تسلسل فيه الشياطين وهي فرصة لن يجدها في غيره من الشهور.... فرصة تجعله يقبل على الصلوات بخفة نفس كبيرة، يقبل على الطاعات أكثر... تجعله أيضا يبتعد عن المعاصي أكثر..

اللهم بلغنا رمضان


اللهم بلغنا رمضان .. تعني الله أعنا على صوم رمضان .. هذه العبادة الجليلة التي تشعر الإنسان بحالة الذل تجاه خالقه.. فتجده منكسرا في دعائه متخشعا ... يحنو لقلبه حين يحس بما يحس به أولئك المحرومون قهرا و الفقراء و الجوعى الذين لا يجدون ما يسدون به رمقهم في رمضان و غير رمضان..

والعبد و هو صائم يفرح عند فطره .. لأنه أنهى مشقته و تعبه و جوعه و عطشه .. ويفرح لأن الله سبحانه و تعالى رحمه و لم يفرض عليه وصل الصيام و حدد له جزءا من اليوم ليصومه ... من الخيط الأبيض إلى الخيط الأسود كما قال تعالى :

 (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ )

ويفرح لأنه يحس بأنه امتثل لأمر الله خالقه و سيده وبأنه سيجازى على ذلك جزاء عظيما ما دام الله قد تكفل بجزائه .. (إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ).

اللهم بلغنا رمضان .. هي شوق للعيش مع كتاب الله .. هي التمتع بشهر القرآن .. هي حضور صلاة التراويح للاستماع لكلام الله العلي القدير يتلى بأخشع الأصوات... هي حياة القلب مع الآيات .. آيات التبشير و النذير .. مع قصص الرسل و الأنبياء .. مع أخبار الأمم السابقة .. مع الإعجاز العلمي و اللغوي .. مع الغيب .. مع الملائكة .. مع الشوق إلى الجنة .. مع الخوف من النار ... مع التوبة و الاستغفار ... مع التشريع الرباني .. هي حياة القلب مع الله سبحانه و تعالى..

اللهم بلغنا رمضان من أجل ليلة القدر .. وما أدراك ما ليلة القدر .. ليلة ليست ككل الليالي .. ليلة الغنائم التي لا تعد و لا تحصى ... ليلة تلتقي فيها السماء بالأرض .. ليلة ينزل فيها جبريل عليه السلام .. ليلة خير من ألف شهر ...

أدعية أخرى لبلوغ رمضان :


اللهم سلمنا رمضان وسلمنا له و تسلمه منا.. هو دعاء مأخوذ من حديث عبادة بن الصامت : قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا هؤلاء الكلمات إذا جاء رمضان: "اللَّهُمَّ سَلِّمْنِي لرمضان، وسلم رمضان لي، وتسلمه مني مُتَقَبَّلاً" (رواه الطبراني في "الدعاء"، والدَّيْلَمِيّ في "مسند الفردوس")*.

اللَّهُمَّ سَلِّمْنَا لِرَمَضَانَ


وفي حديث آخر ورد الدعاء التالي** :

أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلَطِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَسَدٍ الْقَنَوِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا بْنُ الْبُحْتُرِيِّ ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ فَيْرُوزَ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَهَلَّ هِلالُ شَهْرِ رَمَضَانَ اسْتَقْبَلَهُ بِوَجْهِهِ ثُمَّ يَقُولُ : اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ ، وَالْعَافِيَةِ الْمُجَلَّلَةِ ، وَدِفَاعِ الأَسْقَامِ ، وَالْعَوْنِ عَلَى الصَّلاةِ وَالصِّيَامِ ، وَتِلاوَةِ الْقُرْآنِ ، اللَّهُمَّ سَلِّمْنَا لِرَمَضَانَ ، وَسَلِّمْهُ لَنَا ، وَسَلِّمْهُ مِنَّا ، حَتَّى يَخْرُجَ رَمَضَانَ وَقَدْ غَفَرْتَ لَنَا ، وَرَحِمْتَنَا ، وَعَفَوْتَ عَنَّا ، ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ ، فَيَقُولُ : أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ إِذَا أَهَلَّ هِلالُ شَهْرِ رَمَضَانَ غُلَّتْ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ ، وَنَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ كُلَّ لَيْلَةٍ : هَلْ مِنْ سَائِلٍ ، هَلْ مِنْ تَائِبٍ ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ ، اللَّهُمَّ أَعْطِ كُلَّ مُنْفِقٍ خَلَفًا ، وَكُلَّ مُمْسِكٍ تَلَفًا ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْفِطْرِ ، نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : هَذَا يَوْمُ الْجَائِزَةِ فَاغْذُوا ، فَخُذُوا جَوَائِزَكُمْ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ : لا تُشْبِهُ جَوَائِزَ الأُمَرَاءِ .

وأيضا *** :

وروى الطَّبَرَانِيّ في الدعاء عن عبد العزيز بن أبي رواد قال: "كان المسلمون يدعون عند حضرة شهر رمضان: اللهم أَظَلَّ شهر رمضان وحَضَر فَسَلِّمْهُ لي وسلمني فيه وتسلمه مني، اللهم ارزقني صِيَامَه وقِيَامَه صبرًا واحتسابًا، وارزقني فيه الجدّ والاجتهاد والقوة والنشاط، وأَعِذْنِي فيه من السَّآمَة والفترة والكسل والنُّعاس، ووفِّقْنِي فيه لليلة القدر، واجعلها خيرًا لي من ألف شهر".

ثم هناك دعاء آخر :

اللهم بلغنا رمضان غير فاقدين ولا مفقودين.

وهذا الدعاء سئل عنه الشيخ عبد العزيز آل الشيخ كما ورد في موقع فتاوى اسلام ويب فأجاب : الدعاء ببلوغ رمضان ليس فيه شيء، وكان السلف الصالح يدعون بذلك، وأما:  لا فاقدين ولا مفقودين ـ فتركه أحسن.

فاللهم بلغنا رمضان نقولها قبل أن يحل علينا رمضان و بعد أن يخرج رمضان ... فلن نجد مثل رمضان والله.



-----------------------------------------------------------------------------------
*، *** المصدر موقع طريق اٌسلام
** المصدر موقع اسلام ويب

0 التعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بتعليقاتك و نتمنى لك التوفيق